الغيرة بين الأخوات.. تؤدي إلى الكراهية وتدمير «الأسرة»

قد يسببها الآباء والأمهات دون قصد نتيجة تفضيل إحدى بناتهم على
الأخريات.. الغيرة بين الأخوات.. تؤدي إلى الكراهية وتدمير «الأسرة»

كتبت - فاطمة سلمان: الغيرة مرض اجتماعي له الكثير من
الآثار السلبية المدمرة للعلاقات الاجتماعية والاسرية خاصة ان كانت بين الأخوات،
وذلك عندما يساهم الآباء انفسهم في خلق هذه المشاعر السلبية بين البنات من خلال
تفضيل احداهن على الاخرى. ويبدو جليا مظاهر الغيرة بين الأخوات البنات أكثر من
الأخوة الذكور، بسبب حساسية الفتاة وعاطفتها الرقيقة التي تتأثر سريعا، وقد تكون
ابرز مواطن الغيرة بين الاخوات في الملابس، الجمال، القوام وحتى التفوق الدراسي
والحصول على الوظيفة والراتب المغري والزوج المثالي. ترجع ساجدة عبد الرضا السبب
الرئيسي في توليد الغيرة بين الاخوات الى تفضيل الوالدين لاحداهن على حساب الأخرى
وأمام مرآها دون مراعاة للمساواة فيما بينهن مما يولد لديهن مشاعر تلقائية بالغيرة
من الاخرى. وتقول «إن والدتي كثيرا ما تمتدح وتدافع عن اختي الصغيرة حتى وان كانت
مخطئة، حتى عندما أتشاجر معها تقف والدتي دائما في صفها مما يجعلني أتمنى لو ان
أحظى بالاهتمام مثلها». وترى ان الغيرة الزائدة عن حدها تولد مشاعر سلبية ومنها
الكراهية والحسد وقد تتطور للانتقام وأذية الاخت، مؤكدة ان هذه الغيرة من المفترض
أن لا توجد بين الاخوات خاصة وان صلة الدم والقرابة تفرض مزيدا من الحب والخوف على
مشاعر الآخر. آثار مدمرة وتعتقد عبد الرضا ان لهذه الغيرة آثارا مدمرة على الاسرة
وقد تحرق صاحبتها وتجعلها في تفكير دائم وتخطيط للمكائد، داعية الاسر الى التغلب
على مشاعر التفضيل وعدم السماح لنموها منعا لاغاضة الأخوات. بدوره يستبعد نظام محمد
وجود غيرة بين الاخوات والاخوة التي قد تولد نوعا من الضرر او الاساءة للآخر، ذاكرا
في الوقت ذاته ان هناك من الاخوات من تغار من تطور اختها وظيفيا وارتفاع راتبها او
حصولها على الزوج الافضل. ويلقي اللوم على بعض الأمهات اللاتي يخلقن هذه الغيرة بين
الاخوات سيما عندما يتزوجن، حيث ان الامهات يفضلن واحدة من بناتهن على الاخرى،
مبينا «انه عندما تفرق الام في المعاملة بينهن وتثني على احداهن أمام الآخرين
وتتناسى بقية البنات الاقل جمالا فانها بذلك تجرح مشاعر بناتها دون قصد». تدمير
للعلاقات الأخوية ويلاحظ محمد بأن الغيرة قد تكون حافزا او وسيلة للتنافس المجدي
بين الاخوات وتقوي الروابط بينهن، لكن حين تزيد عن الحد المطلوب فإنها تتحول الى
نقمة وحقد وضغينة وتؤدي في النهاية الى ان تتحول من وسيلة ومرآة للتعبير عن الحب
الى مرض نفسي او سبب مدمر للعلاقات الاخوية ويمكن ان تدمر الشخص نفسه ومن حوله وهنا
تكمن خطورة هذه المشاعر. أما خلود خالد فتؤكد انها لم تجرب يوما هذه الغيرة اذ انها
ليس لها أخت، فهي وحيدة ومع ذلك كانت تفضل ان تعيش هذا الشعور لو كانت لديها أخت،
لافتة الى ان مشاعر الغيرة لن تكون إلا ضمن المعقول بين الاخوات والغيرة الحميدة
التي لاتدمر صاحبها او قد تتطور لنوع من الحسد بين الاخوات. وتجد ان الغيرة بين
الاخوات وليدة لحب التنافس فيما بينهن من اجل ان تكون احداهن الافضل والمتميزة بين
باقي الاخوات في المنزل وتحظى باهتمام والديها والمفضلة لديهما وتكون الرقم واحد في
المنزل، لافتة الى ان الغيرة بين الاخوات تكون في اللباس، الشكل العام، مستوى
الجمال وشكل الجسم ايضا خاصة ان كانت احداهن سمينة فستغار من اختها ذات القوام
الممشوق. وتختتم «الغيرة تولد احساسا لدى الشخص بعدم الثقة بنفسه وبالغضب دائما
وإحساس الشخص بكراهية اخواته الذين تمكنوا من تحقيق آمالهم وتفوقوا دراسيا والتى لم
يستطع هو تحقيقها»، ناصحة الآباء بعدم إثارة مشاعر الغيرة بين الأخوات من خلال
التفرقة غير المقصودة وأن يتوخوا الحذر في إظهار عواطفهم نحو الأبناء حتى لا يشعروا
بالتفرقة بينهم.

منقول جريدة
الايام

الغيرة بين الأخوات.. تؤدي إلى الكراهية وتدمير «الأسرة» User_offline